سورة طه - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


{قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49)}
{قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا ياموسى} أفرد موسى بالنداء بعد جمعه مع أخيه، لأنه الأصل في النبوة وأخوة تابع له.


{قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)}
{الذي أعطى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ} المعنى أن الله أعطى خلْقه كل شيء يحتاجون إليه، فخلقه على هذا بمعنى المخلوقين، وإعرابه مفعول أول، وكل شيء مفعول ثان، وقيل: المعنى أعطى كل شيء خلقته وصورته: أي أكمل ذلك وأتقنه، فالخلق على هذا بمعنى الخلقة وإعرابه مفعول ثان، وكل شيء مفعول أول والمعنى الأول أحسن {ثُمَّ هدى} أي هدى خلقه إلى التوصل لما أعطاهم، وعلمهم كيف ينتفعون به.


{قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51) قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52)}
{قَالَ فَمَا بَالُ القرون الأولى} يحتمل أن يكون سؤاله عن القرون الأولى محاجة ومناقضة لموسى: أي ما بالها لم تبعث كما يزعم موسى؟ أو ما بالها لم تكن على دين موسى أو ما بالها كذبت ولم يصبها عذاب كما زعم موسى في قوله: {أَنَّ العذاب على مَن كَذَّبَ وتولى} [طه: 48]، ويحتمل أن يكون قال ذلك قطعاً للكلام الأول، ورَوَغاناً عنه وحيرة لما رأى أنه مغلوب بالحجة ولذلك أضرب موسى عن الكلام في شأنها، فقال {عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي}، ثم عاد إلى وصف الله رجوعاً إلى الكلام الأول {فِي كِتَابٍ} يعني اللوح المحفوظ.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13